بحث علمي منقول نتمنى الإستفادة والنقاش والجاد والهادف والنقد البناء
]الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :
فهذا بحث علمي نظري يحتوي حلقات كثيرة ، سوف أتناول فيه نظرة المنهج الإسلامي للنفس البشرية إن شاء الله تعالى ، فإلى المقصود ، و بالله تعالى أستعين .
الحلقة الثانية
و في دراستنا لهذا الموضوع تناولنا بالتفصيل هذا المنهج الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، حيث ابتدأنا الفصل الأول بنبذة تاريخية مقتضبة عن بعض الدراسات الإسلامية القديمة في علم النفس ، ثم عرفنا هذا المنهج ، و ذكرنا أسسه و معالمه ، ثم أثبتنا اشتماله على أغلب مناهج البحث في علم النفس بالدليل و الحجة البينة . وتليناه بفصل ثان تناولنا فيه النفس الإنسانية بتشريح فريد من نوعه ، حيث ذكرنا مكونات النفس البشرية المتمثلة في : الجسم و الروح ، و العقل والقلب . و أبرزنا العلاقة بين هذه المكونات ، و بعدها ذكرنا وظائف النفس و خصائصها .
أما الفصل الثالث فخصصناه لدوافع الإنسان الفسيولوجية ( الدوافع الفطرية ) ، و الدوافع النفسية و الروحية ، و الدوافع اللا شعورية ، استنباطا من القرآن الكريم ، و السنة النبوية الشريفة ، كما درسنا في هذا الفصل منهج الإسلام في إشباع حاجات الفرد ودوافعه ، وأنه يتسم بالاعتدال و التوسط ، و بعدها تعرضنا إلى مفهوم الذات والشخصية ، و ختمنا هذا الفصل بمعالم الشخصية السعيدة المطمئنة.
أما في الفصل الموالي فخصصناه للأمراض و الاضطرابات القلبية و النفسية ، من حيث أسبابها ، و أعراضها ، و سبل الوقاية ، كما احتوى هذا الفصل على أسس و خصائص ، و طرق العلاج النفسي ، و شروط الانتفاع بأساليب هذا العلاج ، وختم هذا الفصل بالسمات ، و الأخلاقيات المهنية الواجب توفرها في المعالج النفسي .
أما الفصل الخامس فذكرنا بعض أساليب العلاج النفسي في ضوء هذا المنهج ، التي تعتبر جديدة بالنسبة لأطباء هذا الزمان ، بسبب تغييب الدين عن الميدان ، و رتبنا هذه الأساليب ضمن ترتيب له دلالته في نفوسنا ، و خواطرنا ، و كان مسك الختام بفصل أخير عن داء العصر ألا و هو الاكتئاب ، أعراضه ، أسبابه ، أنواعه ، و أساليب علاجه ضمن نظرة ثاقبة جامعة بين جوانب النفس البشرية ، و بطبيعة الحال كل بحث لاضطراب معين له جانبه الميداني ، و كان الجانب الميداني تطبيقا لمحتوى هذا البحث ، ليكون دعما للجانب النظري ، و قد توصلنا فيه إلى نتائج جد مهمة بتوفيق الله تبارك و تعالى ، زادت الجانب النظري قوة .
اعترتنا عدة مشاكل منها نقص المراجع ، و انعدام وجود بحوث سابقة لهذا الموضوع ، و ضيق الوقت ، و قلة مدة الدراسة الميدانية ، كما يُعتبَر موضوع جديد عند الأخصائيين النفسيين بالأسلوب الذي تمت به الدراسة ، لذلك كانت إعانتهم محدودة ، رغم ما بذلوه من أجل مساعدتنا ، حتى العملاء لم يتعودوا على هذه الطريقة في العلاج ، رغم إقرارهم داخل أنفسهم بوجودها .
و في دراستنا هذه استعملنا عدة مصطلحات لها دلالتها ، الرضا و الاعتدال مرادفة للتكيف و التوافق ، و النفس القياسية مرادفة للنفس المثالية ، و التي هي نفس الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم ، و معيار الصحة النفسية الفطرة التي فطر الله تعالى عليها الخلق ، و بعث الرسل للتذكير بها . كما نلفت الانتباه بأننا لا ننكر العلاجات النفسية الأخرى المبثوثة في كتب علم النفس ، بل نستطيع أخذ ما يتلائم ، و ما يتماشى مع قيمنا و معاييرنا ، و أيضا لا ننكر العلاجات الطبية سواء أكانت بالأدوية ، أو بالجراحة أو بالصعقة ، و إن كنا نرى اللجوء إلى هذه الأخيرة في آخر المطاف . كما نقر بأن الأدوية يمكن أن تكون أحيانا واجبة لبعض الحالات الشديدة التي لا يمكن التعامل معها .
و لا ندعي الكمال لأنه يعترينا النقص و الجهل و الظلم ، فإن لكل جواد كبوة ، و لكل عالم هفوة ، و الواجب على القارئ أن يسد الثغرات . و هذا جهد المقل ، و المؤمن قوي بأخيه المؤمن ، لذلك نرجوا من الله تعالى أن يشارك في بناء صرح هذا المنهج جميع أهل الاختصاص في علم النفس ، لأن الهم هم الجميع ، و لأن المجتمع الذي نعيش فيه مرتبط بهذا المنهج الرباني . لكي نتوصل إلى إعادة بناء صرح جديد ، و دراسات لعلم النفس و العلوم الاجتماعية الأخرى لا تزول بزوال الأجيال ، إنما تزول بزوال الأمة ، و محال على أمة أُيّدت بالحق الأبلج أن تزول إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، عن المغيرة بن شعبة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون "[/center][/b]