مرضية مشرف
عدد المساهمات : 1001 مجموع النقاط : 12737 الدرجة : 22 تاريخ التسجيل : 27/02/2010
| موضوع: لــــــو تــــدرون مـــا حــــرمتم من الـــرزق بســبب الذنـــوب لذهبت انفسكم حسرات الأربعاء 27 أكتوبر 2010 - 23:24 | |
| بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم يقول نبينا صل الله عليه وسلم ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) عندما قرأت هذا الحديث تذكرت قول احد المشائخ عندما قال لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي والذنوب لقتلتم انفسكم حسرات فتعال نبحر في روائع أبن القيم الجوزية - رحمه الله - حول أثر الذنوب والمعاصي على الفرد يقول رحمه الله وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله . 1- فمنها : حرمان العلم, فإن العلم نور يقذفه الله في القلب , والمعصية تطفيء ذلك النور . ولماجلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ,وتوقد ذكائه , وكمال فهمه , فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورافلا تطفئه بظلمة المعصية. 2- ومنها حرمان الرزق : ..... وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر , فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي . 3- ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله, لاتوازنها ولاتقارنها لذة أصلاً , ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لمتَفِ بتلك الوحشة , وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة ، فدعها إذا شئت واستأنسِ . وليس على القلب أمَرُّ من وحشة الذنب على الذنب فالله المستعان . 4- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس, ولاسيما أهل الخير منهم , فإنه يجد وحشة بينه وبينهم , وكلما قويت تلكالوحشة بَعُدَ منهم ومن مجالستهم , وحُرِمَ بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَمن حزب الشيطان بقدر ما بَعُدَ من حزب الرحمن , وتَقْوَى هذه الوحشة حتىتستحكم , فتقع بينه وبين إمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراهمستوحشا من نفسه , وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلُق دابتيوإمرأتي . 5- ومنها تعسير أموره عليه ؛ فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه, أو متعسراً عليه ؛ وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا , فمنعَطَّلَ التقوى جعل الله له من أمره عسرا . ويالله العجب ! كيف يجد العبدأبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أُتيَ . 6- ومنها ظلمةٌ يجدها في قلبه حقيقة :يُحِسُّ بها كما يُحِسُّ بظلمة الليل البهيم , إذا ادلهم , فتصيرُ ظلمةالمعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره , فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة ,وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته , حتى يقع في البدع والضلالات والأمورالمهلكة وهو لا يشعر , كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده . 7- ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن: أما وهنها للقلب فأمر ظاهر , بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية ,وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته من قلبه , وكلما قوى قلبه قوى بدنه,وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوتهعند أحوج ما يكون إلى نفسه . وتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم ,أحوج ما كانوا إليها , وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم . 8- ومنها : حرمان الطاعة؛ فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بَدَلَه , ويقطع طريقطاعة أخرى , فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة , ثم رابعة وهلم جرا . 9- ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركتهولابد , فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر . وقد اختلف الناسفي هذا الموضع : فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقهاعليه . وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي . وقالت طائفة : بل ينقص حقيقة ,كما ينقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثرهوتزيده , وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده . قالوا ولا تمنع زيادةالعمر بأسباب كما ينقص بأسباب - فالأرزاق والآجال والسعادة والشقاوةوالصحة والسقم والمرض والغنى والفقر وإن كانت بقضاء الله عز و جل فهو يقضيما يشاء بأسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها . وقالت طائفة أخرى :تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن تفوته حقيقة الحياة , وهي حياةالقلب . ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي , كما قال تعالى (أمواتٌ غيرُ أحياء ) النحل 12 – فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمرالإنسان مدة حياته , فليس عمره إلا أوقات حياته بالله , فتلك ساعات عمره ,فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره ولا عمر لهسواها . يوم يقول ( يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) الفجر 24 – . 10- منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا ؛ حتىيَعٌزُّ على العبد مفارقتها والخروج منها , كما قال بعض السلف : أن منعقوبة السيئة السيئة بعدها , وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها . [size=25]. تذكر : إن النفس لأمارةبالسوء فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت عن المعصية !! ، ولا شيء أولى بأنتمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك، فهما بحاجة اليلجام شديد لكي تسيطر عليهما . تذكر : أتعصى الله وترجورحمته أفتعصي اللهَ وترجُ جنتَه، وتذكرَ أنك إلى اللهِ قادم ... فكما تدينتدان والجزاء من جنس العمل، ولا يظلمُ ربك أحدا . تذكر : كم من شهوة ساعة أورثتذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نورالبصيرة، ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل: ايجد لذة الطاعة من يعصي؟قال: لا.. ولا من هم. فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفلعنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي :"قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كمأعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟ . تذكر : مراقبة الله إذا همتنفسك بالمعصية فذكرها بالله ، فإن لم ترجع فذكرها بالرجال ، فإن لم ترتدعفذكرها بالفضيحة إذا علم الناس ، فإن لم ترجع فاعلم أنك في تلك الساعة قدانقلبت إلى حيوان . تذكر : أقوال السلف في المعاصي قال ابن عباس : إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق وقال الفضيل بن عياض :بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند اللهوقال الإمام أحمد : سمعت بلال بن سعيد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكنانظر إلى عظم من عصيت وقال يحيى بن معاذالرازي : عجبت من رجل يقول فى دعائه اللهم لا تشمت بي الأعداء ثم هو يشمتبنفسه كل عدو فقيل له كيف ذلك ؟ قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو قال أحد الصالحين :ركب الله الملائكة من عقل بلا شهوة وركب البهائم من شهوة بلا عقل وركب ابنآدم من كليهما فمن غلب عقله على شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوتهعلى عقله فهو شر من البهائم. وأخيرا: عليك بالدعاءفهو سبيل الراغبين، ووسيلة الطالبين، الشفيع الذي لا يرد، والسهم الذي لايطيش.. فمتى فتح لك منه باب فقد أراد الله بك خيرا كثيرا.. فارفع يديكلمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة ساجدة، مع قصد وتوجهوتحرق وتشوق وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله ولا يرد سائله أن يمن عليك بلذةالعبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.. وفي المسند: كان من دعاء النبي صل الله عليه وسلم:
[/size] [size=25]"اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين". [/size] | |
|
نور الهداية مراقب عام
عدد المساهمات : 846 مجموع النقاط : 11860 الدرجة : 32 تاريخ التسجيل : 13/03/2010 العمر : 38
| موضوع: رد: لــــــو تــــدرون مـــا حــــرمتم من الـــرزق بســبب الذنـــوب لذهبت انفسكم حسرات الإثنين 13 ديسمبر 2010 - 2:06 | |
| الله يرحمنا ويتوب علينا بارك الله فيكي على هذه التكرة دمتيس متميزة | |
|