لويزا حنون (مواليد
7 أبريل 1954). سياسية
جزائرية والأمين العامة
لحزب العمال المعارض في الجزائر، ومرشحة للرئاسة الجزائرية في انتخابات الرئاسة في أبريل 2009.
[1]ولدت في
جيجل لأسرة متواضعة، ونالت شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) سنة
1975، وتابعت دراساتها الجامعية وهي موظفة
بمطار عنابة.
تم اعتقالها في
ديسمبر/
كانون الأول 1983 مع مجموعة من النساء وتم محاكمتهم أمام محكمة أمن الدولة بتهمة المساس بالمصالح العليا للدولة والانتماء لتنظيم من المفسدين. أفرج عنها في
مايو/
أيار 1984 دون صدور أي حكم. وخلال حوادث
أكتوبر 1988 ألقت قوات الأمن الجزائرية القبض عليها ثم أفرجت عنها بعد ثلاثة أيام.
أعلنت حنون عام
1990 عن تأسيس حزب العمال ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الناطقة الرسمية باسمه وكان ذلك بداية التعددية الحزبية في الجزائر.
في سنة 2004 أصبحت أول سيدة تدخل المنافسة على كرسي الرئاسة في
الجزائر والعالم العربي. تلقت لويزة حنون دعما هائلا ومنقطع النظير في انتخابات 2009 ولكنها لم تتمكن من منافسة الرئيس بوتفليقة ولكن بالرغم من ذلك قال الرئيس عندما سؤل من طرف وفد صحفي فرنسي عن من يكون خليفته قال ان حنون هي من تكون قادرة على تحمل المسؤولية ولكن كلام الرئيس ربما كان لمجرد عدم الظهور برجل المتثبت بالسلطة كما قال أحد الجنرالات ان الجيش لا يمانع من أن يصعد لمنصة الحكم رجل متدين ملتحى
جريدة الخبر.
نقابية سابقة ونائبة حالية ومرشحة لمنصب الرئاسة تحت شعار السلم, الخبز, الحرية, وهي ثلاثة أهداف ظلت الجزائر تكافح في سبيل الوصول إليها منذ أن استقلت في عام1962.
وفي بلد المليون شهيد لا تكاد تظهر وجوه نسائية علي الساحة السياسية, لذلك فإن السيدة لويزة حنون تعتبر ظاهرة في حد ذاتها. فهي مناضلة بارزة ذات توجه اشتراكي واضح, وعلي درجة عالية من الجرأة والصراحة, تعارض الحكومة مثلما تعارض التيارات الدينية, وقفت ضد تدخل الجيش في الحياة المدنية, وأيضا ضد الخلط بين الدين والدولة, لكنها- في نفس الوقت- تطالب بالإفراج عن الإسلاميين المعتقلين.
أما علي النطاق الخارجي فهي ضد الاستثمارات الأجنبية, وتحذر من أن الضربة الأمريكية المقبلة تستهدف بلادها بعد العراق, وتؤكد أن الولايات المتحدة تسعي للزج بالعالم في حرب استنزاف تحت غطاء مكافحة الإرهاب الدولي, في حين أن هدفها هو القضاء علي الشعوب العربية بعد الاستيلاء علي ثرواتها, وهي ترفض الاعتراف بـ العولمة وتتمسك بالدفاع عن الطبقة العاملة من منظور اشتراكي وعقائدي.
تتكلم بحماسة زائدة, وتنطلق الكلمات من فمها كأنها طلقات مدفع رشاش, وعندما تبدأ في الكلام لا تعرف أين تنتهي, ومع ذلك فهي تحظي باحترام أنصارها وخصومها علي السواء, المتأسلمون فقط هم الذين يهاجمونها لأنها سافرة وليست محجبة! ولأن المرأة مكانها في البيت وليس في البرلمان, ولا في النشاط النقابي, حسب رأيهم.
وهي أول امرأة ترشح نفسها للرئاسة في الجزائر, وفي كل العالم العربي, وكانت المرة الأولي التي تعلن فيها هذا الترشيح في يناير1999, حيث أرادت أن تخوض انتخابات إبريل من نفس العام, وقالت في ذلك الوقت إنها قبلت ترشيح اللجنة المركزية لحزب العمال, من أجل طرح رؤي وتصورات الحزب حول حقن الدماء ووقف أزمة الصراع بين الجيش والجماعات المتأسلمة, وعقد مؤتمر عام للمصالحة يضم القوي الوطنية.
في ذلك الوقت قالت إنها تختلف مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وكل الزعماء المتأسلمين, وأنها تعتبر الجيش والإرهاب وجهين لعملة واحدة, ولن يصلح أمر البلاد, ولن يسود السلم الاجتماعي إلا بصلاح الاثنين معا.
وهي لاتزال تذكر الأحداث الدامية للانتفاضة التي وقعت في خريف عام1988, عندما اعتقلتها قوات الأمن ثم أفرجت عنها بعد ثلاثة أيام, ففي هذه الأحداث التي عرفت باسم ثورة الخبز, تظاهر الأهالي احتجاجا علي رفع أسعار مواد الطعام, وكان يرأس الجزائر في ذلك الوقت الشاذلي بن جديد, فأصدر أوامره إلي القوات المسلحة بإطلاق النار علي المتظاهرين مما أدي إلي مصرع حوالي خمسمائة من الأهالي, وكان من نتيجة ذلك وضع دستور جديد ينهي احتكار جبهة التحرير الوطني, للعمل السياسي ويسمح بالتعددية الحزبية ويضمن الحقوق والحريات الأساسية للشعب, وجاء هذا الدستور استجابة للبيان الذي وقعه18 من الساسة ذوي النزعة الديمقراطية كان من بينهم الرئيس الحالي بوتفليقة.
وبإعلان التعددية الحزبية أقبلت لويزة في عام1990 علي تأسيس حزب العمال الجزائري, ومنذ ذلك الوقت أصبحت هي زعيمته.
وعندما أجريت أول انتخابات عامة في ظل التعددية الحزبية, وكان ذلك في أواخر عام1991, فوجئ الناخبون بأن حزب العمال يقاطع تلك الانتخابات, فقد ترك الساحة لكي تفوز جبهة الإنقاذ ذات التوجه الديني في الشوط الأول من الانتخابات, الأمر الذي دعا الجيش إلي إلغاء الشوط الثاني من الانتخابات الذي كان مقررا له أوائل عام1992, وعندئذ أعلن حزب العمال احتجاجه علي هذا الإلغاء ومعارضته لهذا الانتهاك السافر من جانب الجيش لقواعد الدستور التي تقضي بالتعددية الحزبية.
وفي انتخابات صيف عام1997 فازت لويزة هي وثلاثة آخرون من أعضاء حزبها, وأصبحوا أعضاء في المجلس الشعبي الوطني البرلمان, وعندما ترشحت لويزة للرئاسة في عام1999, صدمت لأنها لم تستطع تجميع الـ75 ألف توقيع من25 ولاية مختلفة وهو الشرط الذي ينص عليه القانون لخوض معركة الرئاسة, أما في الانتخابات الرئاسية الحالية فقد بدت واثقة من تجميع130 ألف توقيع علي امتداد ولايات الجزائر الـ.48 ويوم الأربعاء الماضي كان عيد ميلادها, حيث أتمت خمسين سنة, فقد جاء مولدها يوم7 إبريل1954, بولاية عنابة, التي أمضت فيها طفولتها وصباها وشبابها, ومازالت تمثلها في البرلمان, ومنها حصلت علي شهادة الثانوية العامة, ثم التحقت بوظيفة صغيرة في مطار عنابة, بعد أن التحقت بالجامعة بنظام الانتساب, وسرعان ما أصبحت نقابية بارزة في شركة الطيران الجزائرية.
ورغم السنين الخمسين التي تحملها علي كاهلها, فإن ملامح وجهها لا تخلو من جمال, وقد ظلمها الذين أطلقوا عليها صفة المرأة الحديدية, وكان الأجدر بهم أن يسموها الحسناء الاشتراكية.