بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
اللوحة الأولى : في الثامن من آذار عام ألفين وأحد عشر اجتمع كبار درعا من شيوخ و وجهاء وسياسيين يهتفون (الأسد للأبد ) ... قبلها بأيام كتب أطفالهم على جدار المدرسة (الشعب يريد إسقاط النظام ) ... لا غرابة ... كانوا يعلمون آبائهم أبجدية الحرية !
اللوحة الثانية : حمزة الخطيب طفل خرج في مسيرة لفك الحصار عن أهل درعا , يُعتقل , يبصق ضابط التحقيق في وجهه و يسحب من بين يديه الغضتين كيساً للمعلبات ثم يرميه لأحد جنوده الجياع . بعد أشهر من التحقيق الشفاف يسلم جثة مشوهة لذويه والتهمة : جاء ابن الثلاثة عشر ربيعاً لسبي واغتصاب النساء !
اللوحة الثالثة : أثناء حصار درعا -وهي في أقصى الجنوب - يرفع متظاهرون من القامشلي - وهي في أقصى الشمال- لافتات تقول (يا درعا نحنا معاكم للموت ) , يخرج الإعلام السوري ليصف المتظاهرين (عملاء للخارج ) و ( غير وطنيين ) ! بعدها بأيام تُنظم مسيرة في طرطوس ترفع فيها أعلام حزب الله وإيران ليخرج الإعلام السوري ويصف المسيَّرين بأنهم خرجوا ليعبروا عن (ولائهم للوطن ) !
اللوحة الرابعة : يعتصم مئة ألف في ساحة الساعة في حمص بعد تشييع عدد من الشهداء. الساعة الثانية ليلاً يفتح أفراد من المخابرات الجوية النار مباشرة على المعتصمين .الساعة الخامسة صباحاً تأتي الجرافات لتحميل الجثث ثم تأتي سيارات الإطفاء لغسل الشوارع , لم يكن هناك ما يستدعي وجود سيارات الإطفاء سوى ... برك الدم المسفوك !
اللوحة الخامسة : تخرج تظاهرة في دمشق يُحمل فيها الشيوعي البارز رياض سيف على الأكتاف , يهاجم الأمن المظاهرة و يضرب ويعتقل الرجل السبعيني الوقور . في اليوم التالي وعند السؤال عنه كان الجواب أن هذا الشيوعي المخضرم متهم بتأسيس إمارة سلفية !
اللوحة السادسة : يوم الجمعة يخرج التلفزيون السوري ليصور في حي الميدان , تخرج مظاهرة حاشدة , يعطيها المصور ظهره , ويصور الجهة المقابلة والمذيع ( في الأستوديو ) يردد : لا شيء في الميدان ! ... السؤال هنا : لماذا لا ينقل التلفزيون الصوت مع الصورة !
اللوحة السابعة : يذهب الطفل ساري ساعود لشراء البسكويت من عند جاره البقال , ترسله الأم بكل اطمئنان , يصادف نزوله للشارع اقتحام الأمن للحي , يصاب الطفل وتنوح أمه فوق صدره وهي تشتم الأمن والجيش . بعد ساعات في المشفى يأتي التلفزيون السوري ليصور مشاعرها ( مباشرة ) و (على الهواء ) وهي تقول لو أن الجيش كان موجوداً لما قضى ابنها ! ...التلفزيون السوري قال أن الأم لا يمكن أن تكذب في مثل وضعها ... بالتأكيد وخصوصاً ما قالته بعد دقائق على مقتله !
اللوحة الثامنة : يخرج علينا وزير خارجية النظام السوري بسبق صحفي عن وجود السلفيين في سوريا مدعوماً بفيديو يتم بثه أمام العشرات من الصحفيين . بعد ساعات يخرج أبطال هذا الفيديو وهم من سلفيي لبنان لدحض أقوال الوزير بالأشخاص والأمكنة ! تعقيب وزير الخارجية على الفضيحة أن الفيديو صحيح لكن الإخراج سيء. لا غرابة ... فربما قسم (الإخراج) في المخابرات السورية لم يصل بعد لمستوى الدراما السورية في الفن والإبداع
اللوحة التاسعة : عند اقتحام باباعمرو في حمص وبعد دكها بمئات الصواريخ خرج القائد الملهم صاحب الوعد الصادق حسن نصر الله ليقول أن لا شيء بحمص سوى بضع طلقات نارية ! المشكلة أن الطفل الشهيد حمزة بكور لم يستطع أن يجيبه حينها ...فقد أطاحت إحدى القذائف ( الناعمة) بنصف وجهه الجميل !
اللوحة العاشرة : تهبط طائرة الرئيس المظفر في بابا عمرو لمدة ربع ساعة ليظهر فيها أمام الكاميرا متحدياً أحد الشيوخ من إمكانية ذهابه إلى باباعمرو وإلقاءه خطاب أمام أهل الحي ! قبل الرئيس التحدي و خطب أمام البيوت المهدمة . جاءه تحد ثان وهو أن تخرج من الحدود السورية طلقة واحدة باتجاه إسرائيل ! لم يفعلها ... طالما أنه قال (مجنون من يقتل شعبه ) !
اللوحة الحادية عشرة : انشق معاون وزير النفط ليخرج علينا سيادة الوزير شخصياً ليقول أن معاونه كان متورط في كثير من قضايا الفساد والرشوة ! ربما نسي السيد معاون الوزير درج مكتبه مفتوحاً بعد انشقاقه وتم اكتشاف فساده بالصدفة البحتة !
اللوحة الثانية عشرة : يصدر مجلس الجامعة العربية قرارا بوقف بث القنوات الرسمية السورية على الأقمار العربية , يثور التلفزيون السوري ويقول أنه عمل يناقض حرية الإعلام و يدين الروس القرار ويصفونه بأنه غير مهني . في الوقت الذي تعتبر فيه مشاهدة أكثر من عشر محطات في سوريا خيانة عظمى وربما جزاؤها الإعدام الميداني !
اللوحة الثالثة عشرة : الجعفري مندوب سوريا في الأمم المتحدة يستشهد بأبيات لنزار قباني الذي عاد لبلده بعد عشرين سنة في المنفى وبسبب قصيدة ... في تابوت !
اللوحة الرابعة عشرة : تستدعي بعض الدول سفرائها من دمشق فيخرج الإعلام السوري ليقول أن الدولة (طردتهم) و يُطرد سفراء النظام السوري بالجملة فيخرج الإعلام السوري ليقول أن الدولة (استدعتهم ) !
اللوحة الخامسة عشرة: في بداية الثورة السورية يخرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم ليقول أنه سوف يمحي أوروبا من الخارطة , بعد سنة ونصف من الثورة خريطة العالم عند المعلم فيها ثلاثة دول فقط إيران ,روسيا والصين .
اللوحة السادسة عشرة : السلطات السورية تحذر من (مسلحين) يلبسون زي الحرس الجمهوري وأنهم ربما سيرتكبون مجازر لإلصاقها بالجيش ! الغريب في الأمر لماذا لم تطلب من السكان التصدي لهؤلاء (المسلحين) !؟
اللوحة السابعة عشرة: كل التفجيرات التي حدثت في دمشق وراح ضحيتها المدنيين نسبتها الحكومة السورية للقاعدة والمعارضة أما تفجير خلية الأزمة الذي لم يؤذ مدنياً واحداً اتهمت به الحكومة السورية جهات خارجية !
اللوحة الثامنة عشرة : الأسلحة الكيميائية لم تزعج إسرائيل طوال أربعين سنة , عندما اقتربت من أيدي الثوار صارت تشكل تهديداً جدياً لأمن (المنطقة) !
للوحة التاسعة عشرة : قنوات الإعلام السوري تسمي منشقي الجيش بالفارين دون أي توضيح عن سبب (الفرار الجماعي ) !
اللوحة العشرون : رفع بعض المتظاهرين لافتة يترحمون فيها على حافظ الأسد , زعموا أنه يستحق الرحمة فسوريا لم تكن لتتحرر لو لم يورث (أغبى) أبناءه السلطة !