H A M Z A عضو مميز
عدد المساهمات : 404 مجموع النقاط : 10623 الدرجة : 3 تاريخ التسجيل : 12/03/2011 العمر : 29
| موضوع: الحقد معناه و حكمه.. الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 12:42 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
1- الحقد: تعريف الحقد: الحقد لغةً .. أضمر العداء , وتحيّن الفرصة لإظهاره .. الحقد.. الضّغن , وجمعهُ أحقاد وحقود .. الحقد إصطلاحاً: العداوة القلبية .. الغلّ .
- الحقد في القرآن الكريم: لم يرد لفظ الحقد في كتاب الله , وإنما ورد بمعناه .. أي ورد بلفظ الغلّ , قال تعالى { ونزعنا ما في صُدُرهم من غلّ } الأعراف 43
يقول الإمام الرازي في تفسير الآية: الغلّ الحقد , قال أهل اللغة: وهو الذي يغلّ بلطفه إلى صميم القلب .. أي يدخل , ومنه الغلول وهو الوصول بالحيلة إلى الذنوب الدقيقة , ويقال: أنغلّ في الشئ , وتغلغل فيه إذا دخل فيه بلطافة , كالحُب يدخل في صميم الفؤاد .. .. إذا عُرف هذا فيُقال: لهذه الآية تأويلان:
القول الأول: أن يكون المراد أزلنا الأحقاد التي كانت لبعضهم على بعض في دار الدنيا , ومعنى نزع الغلّ: تصفية الطباع وإسقاط الوساوس ومنعها من أن تُرد عل القلوب , فإن الشيطان لما كان في العذاب لم يتفرغ لإلقاء الوساوس في القلوب , وإلى هذا المعنى أشار علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ( إني لأرجو أن يكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم { ونزعنا ما في صُدُرهم من غلّ } ) .
والقول الثاني: أن المراد منه أن درجات أهل الجنة متفاوته بحسب الكمال والنقصان , فالله تعالى أزال الحسد عن قلوبهم , حتى أن صاحب الدرجة النازلة لا يحسد صاحب الدرجة الكاملة , قال الزمخشري صاحب الكشاف: هذا التأويل أولى من الوجه الأول , حتى يكون هذا في مقابلة ما ذكرهُ الله تعالى من تبري بعض أهل النار من بعض , ولعن بعضهم بعضاً , ليعلم أن حال أهل الجنة في هذا المعنى أيضاً مفارقة لحال أهل النار , فإن قالوا: كيف يعقل أن يُشاهد الإنسان النعم العظيمة والدرجات العالية , ويرى نفسه محروماً عنها .. عاجزاً عن تحصيلها , ثم أنهُ لا يميل طبعه إليها , ولا يغتمّ بسبب الحرمان منها ...
فإن عقل ذلك .. فلم لا يعقل أيضاً أن يُعيدهم الله تعالى , ولا يخلق فيهم شهوة الأكل والشرب ؟ والوقاع ويُغنيهم عنها ! قلنا: الكُل ممكن , والله تعالى قادرٌ عليه , إلا أنهُ تعالى وعد بإزالة الحقد والحسد عن القلوب , وما وعد بإزالة شهوة الأكل والشرب عن النفوس .. فظهر الفرق بين البابين .
قال الله تعالى { والذين جآؤوا من بعدهم يقولون ربّنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوفٌ رحيم } الحشر 10
قال الزمخشري: والذين جاؤوا من بعدهم .. عطف أيضاً على المهاجرين , وهم الذين هاجروا من بعد , وقيل: التّابعون بإحسان ..
- حكم الحقد: من المعلوم أن الحقد وهو عداوة القلب .. مُحرم بين المؤمنين , واجبٌ ضدّ الكفار المُحاربين للمسلمين , لقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدُوّي وعدُوكم أولياء تُلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يُخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تُسرون إليهم بالمودة وأنا أعلمُ بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعلهُ منكم فقد ضلّ سواء السبيل } الممتحنة 1
وقوله تعالى { أذلّةً على المؤمنين أعزّةً على الكافرين } المائدة 54
وقوله تعالى { أشدّاء على الكفار رُحماء بينهم } الفتح 29
- الحقد .. في الأمثال العربية:
1- لا تُمازح الشريف .. فيحقد عليك , ولا الدّنئ فيجترئ عليك .
2- العتاب خيرٌ من مكتوم الحقد .
3- ظاهر العتاب خيرٌ من باطن الحقد .
4- أحقد من جمل .
5- عند الشدائد تذهب الأحقاد .
- معنى الحقد ونتائجه: إن الغضب إذا لزم ( كظمه ) لعجزٍ عن التشفي في الحال , رجع إلى الباطن واحتقن فيه .. فصار حقداً , ومعنى الحقد: أن يلزم قلبه استثقاله , والبغضة له , والنفار عنه , وأن يدوم ذلك ويبقى .. فالحقد ثمرةُ الغضب .
- نتائج الحقد:
1- الحسد: وهو أن يحمل الحاقد على أن يتمنى زوال النعمة عن المحقود عليه , فيغتمّ بنعمة إن أصابها , ويُسرّ بمُصيبةٌ إن نزلت به .
2- أن يزيد الحاقد على إضمار الحسد في الباطن , فيشمت بما أصابه من البلاء .
3- أن يهجر ويصارم وينقطع عنه , وإن طلب وأقبل على المحقود عليه وهو دونه .
4- أن يعرض الحاقد عن المحقود عليه إستصغاراً له .
5- أن يتكلم الحاقد في المحقود عليه بما لا يحل من كذب .. وغيبة .. وإفشاء سرّ .. وهتك ستر .. وغيره .
6- أن يُحاكي الحاقد المحقود عليه إستهزاءً به .. وسخريةٌ منه .
7- الأعتداء عليه بأي صورة من الصور .
8- أن يمنعهُ حقده من قضاء دين .. أو صلة رحم .. أو ردّ مظلمة , وكل ذلك حرام .
هذا والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
| |
|