منتديات أولاد سطيف و كل الجزائريين
مرحبا بزوارنا الكرام ...ندعوكم للتسجيل في منتدانا...معا نحو غد أفضل
منتديات أولاد سطيف و كل الجزائريين
مرحبا بزوارنا الكرام ...ندعوكم للتسجيل في منتدانا...معا نحو غد أفضل
منتديات أولاد سطيف و كل الجزائريين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات أولاد سطيف و كل الجزائريين

إسلامي-معرفي -ثقافي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الـسلام علـيـكـم ورحـمة الله وبـركاته لو علمت الدار بمن زارها فرحت واستبشرت ثم باست موضع القدمين وأنشدت بلسان الحال قائلةً اهلا وسهلاً بأهل الجود والكرم أهـــــــــلا ً وسهــــــــلا نورت والله (... منتدى أولاد سطيف و كل الجزائريين ..)
تعتبر اليوم مدينة سطيف من أهم المناطق السياحية نظرا لما تتميز به من آثار رومانية مثل صرح جميلة وآثار فاطمية مثل منطقة (بني عزيز) وحمامات معدنية للاستشفاء كحمام السخنة وقرقور وأولاد يلس وأولاد تبان وكذلك حمام الصالحين بالحامة جنوبا المعروف بدرجة الحرارة العالية لمياهه المعدنية. تتميز بتنوع الأنشطة الاقتصادية بها إذ نجد الزراعة، خاصة زراعة القمح والحبوب وافرة في مناطق مثل قلال الرصفة بئر حدادة وبني فضة التي يعتبر قمحها من أجود أنواع القمح في العالم. كما ازدهرت الصناعة بنوعيها الخفيفة والثقيلة في سطيف بمركب المطاط، والمدن المجاورة، العلمة وعين الكبيرة وعين ولمان وتيزي نبشار. من الأسماء الثقافية والأدبية المعروفة حاليا والتي تنتمي إلى منطقة سطيف الروائي الكبير عبد العزيز غرمول والروائي الخير شوار وكذا الشاعر الذي يكتب بالفرنسية سعيد زلاقي.و الكاتب الباحث حرفوش مدني.

 

 الشعور بالأنا و الشعور بالغير.

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسالتي عبد المجيد




عدد المساهمات : 18
مجموع النقاط : 10120
الدرجة : 0
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الشعور بالأنا و الشعور بالغير. Empty
مُساهمةموضوع: الشعور بالأنا و الشعور بالغير.   الشعور بالأنا و الشعور بالغير. Emptyالأربعاء 15 ديسمبر 2010 - 9:18

الشعور بالأنا و الشعور بالغير.
الشعور:
لغة: فعله: شعر، يشعر، شعورا.
اصطلاحا: و هو كل ما يتعلق بالنفس و مشاعرها.كالشعور: بالحب، الكره، البغض، الفرح...
* يعرف الشعور بالحدس النفسي لأنه يعرف عالمنا الداخلي من ضعف و قوة، حب وكره....
الشعور بالأنا : ( الذات ) و فيه النفس هي المدركة و هو يختلف عن الشعور بالغير و ذلك لأنه يتميز بالثبات على عكس الشعور بالغير الذي يتميز بالتغير و ذلك لان الشعور بالأنا يعتمد على مبدأ الهوية يعني انه إذا قلت أنا فهذا يعني إنني أنا و لست انتم أو الغير .
يقول ابن سينا : " الأنا هي ماهية ثابتة و قارة خلف و وراء كل الأغراض و المتغيرات التي لا يتوقف بدله ( الإنسان ) عن معرفتها ''
كما قلنا من قبل إن الأنا يتميز بالهوية فالأشخاص الذين يصابون بالانفصام ، الهذيان ، الحس بالغرابة ، الوهم ... فهؤلاء الأفراد يتميزون بتغير في الشخصية و بما أنها (الشخصية ) ليست وحدة فهي ليست ثابتة ، فالتغيرات تطرأ على الشكل و يبقى الجوهر ثابت . و هذا يعني إن الأنا و الشخصية و هو الجوهر و هذا ما جعله قائم بذاته .
الغير : و هم الأجانب المخالفون عني ، و عند الإغريق الغير هم اللااغريق أو البرابرة و الذين لا يعتبرونهم بشر .
فلسفيا : و هو خلاف الأنا و الهوية ، انه اللاانا الذي يشير إلى كل ما كان موجود خارج الذات المدركة و مغايرا لها و مستقلا عنها .
الجسم : عبارة عن صفات فيزيولوجية .
كيف اشعر بذاتي ؟
كيف اعرف غيري ؟
1 ـ تعريف الأنا : و هو في اللغة ، ضمير المتكلم و يستعمل في الاصطلاح للإشارة إلى النفس المدركة التي هي بحسب ابن سينا ( 980-1037) عبارة عن " ماهية ثابتة و قارة خلف ووراء كل الأغراض و المتغيرات التي لا يتوقف بدنه عن معرفتها "
وهي تطلق على الذات المفكرة العارفة لنفسها في مقابل الموضوعات التي تتميز عنها . فهي الوعي الذي تملكه الذات عن فرديتها المميزة عن الأشياء ذات الوجود الخارجي المادي الموضوعي .
الذات : هي النفس أو الشخص . و هي في اللغة ذات التي هي نفسه و عينه. أما في معناها الفلسفي فتعتبر جوهرا قائما بذاته ،و انه ثابت لا يتغير على الرغم مما يلحقه من الأعراض كما يصدق اللفظ على الماهية التي يراد بها حقيقة الموضوع أو الشيء .
أ – كيف اشعر بذاتي ؟
إذا رأينا امرأة تبكي فإننا نتساءل عن سبب بكائها و نطرح احتمالات منها: الحزن، الألم، الفرح...و لكن لن تكون هذه الأحكام صادقة لأنها تبقى نسبية و مجرد احتمالات و فرضيات يمكن إن تكون صحيحة كما أنها قد تكون خاطئة و يتضح ذلك من خلال تعدد الاحتمالات المقدمة لمعرفة ظاهرة أو انفعال واحد و هو البكاء و هذا إن دل على شيء فانه يدل بان المظهر الخارجي قد يخدعنا .يقول جون جاك روسو : " لا احد يعرف انك شجاع أو جبان إلا أنت فالكل يحكم عليك أحكاما عشوائية "
• يمكنني معرفة الذات عن طريق الشعور و الوعي و ذلك بان اعكس نفسي على نفسي أو ذاتي على ذاتي أو أقوم بعملية الاستبطان و هو الغور في أعماقي لمعرفة و تحديد مشاعري و انفعالاتي .
الوعي : و هو الشعور بشيء معين ( الذات أو الغير )
مثال: عندما أكون مع صديقي نتبادل أطراف الحديث دون مبالاة بالآخرين فان صديقي يكون في بؤرة الشعور، و إذا ما سمعت فجأة اصطدام سيارتي فان شعوري يتوجه نحو هذا الاصطدام فيصبح صديقي في هامش الشعور.
الوعي و تشكيل الذات :
يعرف الإنسان بالوعي ،و بواسطته يدرك انه موجود و إن العالم موجود من حوله كذلك ، و إن الذات (الأنا) يتأسس كموجود بواسطته و هو وعي يصاحبها طيلة وجودها . و هذا ما أكده الفيلسوف الفرنسي ديكارت بالكوجيتو : "أنا أفكر إذن أنا موجود " و هنا يمكننا استبدال الفكر بجملة من العمليات الذهنية كالتأمل ، الوعي ، الشك فتأملي أو وعيي صورة من صور التفكير ، و لا تفكير من غير إن أكون بالفعل موجود ، و قد أكد الفيلسوف الفرنسي مين دوبيرون ( 1766-1724) الأمر بقوله : " قبل أي شعور بالشيء فلابد من إن الذات وجود" و يقول أيضا : " إن الشعور يستند إلى التمييز بين الذات الشاعرة و موضوع المشعوربه " و هو نفس ما ذهب إليه الفيلسوفان هسرل ( 1859-1938) و سارتر (1905-1980) من زاويتها الظواهرية إن الشعور هو دائما شعور بالشيء و لا يمكنه إلا إن يكون واعيا لذاته .
مثال : الطفل عندما يبلغ 3 أشهر فانه يصبح يعيش في مرحلة لاتمايز . ثم بعد هذه المرحلة تليها 3 مراحل :
*مرحلة اكتشاف الأنا الجسماني
* مرحلة اكتشاف و تكوين الأنا النفساني
* مرحلة تكوين الأنا الاجتماعي
هل الشعور أو الوعي يمكن إن يكون وسيلة ناجحة في معرفة الأنا ؟ و هل يمكنني معرفة من أنا ؟
اعتراضات على التفسير بالوعي :
لقد وجهت انتقادات عدة لهذا التصور عن الوعي :
- يتقدم الشعور كقلعة داخلية حيث يعيش الأنا منعزلا ، و باقي العالم فهو بالنسبة إلى هذا الأنا كخشبة المسرح و ديكور يتحرك . و هذه القلعة ليست حقيقية و إنما هي كما يقول غوسدورف : " مجرد خيال و إنتاج لأوهام لا تعرف بنية الفكر الحي ذاتها و ليس للشعور مضمون داخلي فهو بحد ذاته فراغ "
- إن ما يعرف بالاستبطان لا أساس له عند علماء النفس فكيف نقول إن الأنا ثابتة و واحدة ثم نقول أنها تنقسم لتكون العارف و المعروف . فإذا كان مستحيلا فكيف اشعر بذات غيري و اعرفها و احكم عليها.
- بما أنها هي العارفة و المعروفة فحتما إن أحكامها لن تكون موضوعية و ذلك لان الذاتية نقيض للموضوعية و هذا ما جعلها عائق في طريق العلم و بحوثه فكما يقول اوغست كونت :" لا يمكن للعين إن ترى نفسها ''
- إن الشعور قد يكون خادع و مظلل فنتوهم أننا كذا و لسنا كذلك كاعتقاد الناس بحرية تصرفاتهم ظن خاطئ لعدم وعيهم بسلطان رغباتهم و شهواتهم ، فالسكير يتوهم انه يتحدث بأمر حر صادر عن ذهنه عن تلك الأمور التي كان يود في صحوه إلا يقول عنها شيئا . و لكنه في الواقع تحت تأثير الخمر. يقول سبينوزا (1632-1677) :'' يتوهم البعض أنهم أحرار لأنهم يجهلون الحتمية التي يخضعون لها "
و هنا نطرح التساؤل التالي : هل هو فعلا حر ؟ أم انه مقيد بالعقد و المكبوتات النفسية ؟
- يرى فرويد (1856-1939) إن أفكارنا و ردودنا المختلفة ما هي إلا إنتاج تربية اكرهنا عليها الوسط الاجتماعي و العائلي ، و هنا أبدع ما يعرف بالتحليل النفسي و هنا اكتشف إن سلوكاتنا خاضعة للاشعور . و لكن السؤال المطروح في هذه النقطة هو :
هل هذا الشعور قادر على الوصول إلى معرفة هذا اللاشعور ؟
و إذا كنا عاجزين على إن نعرف ذاتنا فما الحل لمعرفتها ؟
مثال: في بعض الأحيان تكون معنوياتنا منحطة و لكن دون معرفتنا سبب انحطاطها.
- فإذا كنت عاجزا على معرفة ذاتي بذاتي فكيف اعرفها إذن ؟
و هنا يظهر لنا اتجاه معاكس و مضاد للاتجاه السابق ( معرفة الذات بالذات ) و يتمثل في :
* معرفة الذات بواسطة الغير : و هنا يظهر لنا الدور الذي يقوم به غيرنا من اجل إن نعرف ذواتنا لأنه إما إن يكون يشبهني فاعرف شخصيتي و سلوكي من خلال تصرفاته أو يخالفني فاعرف قيمتي و صواب رأيي من خلاله أيضا . و هنا يقول ماكس شيلر :'' إن التفاعل الذي يحصل بين الفرد و الغير في بيئة تحبطه أو تشجعه و تشكل دافعه " و هنا يتضح لنا العلاقة بيني و بين غيري إما علاقة حب و ود و تفاهم و احترام فتدفعنا للتقارب أو علاقة يشوبها الصراع و الكره و الأنانية و الغيض فتزيد من تباعدنا .
* فالغير يقوم بالحكم على دواتنا فيقدم تقييم لصورتنا و سلوكاتنا و تصرفاتنا و هو هنا بمثابة المرآة العاكسة التي نرى فيها ذواتنا و لكن : هل يمكن للغير إن يقدم لنا صورة صحيحة عن ذواتنا ؟
* بما إن الشخصية تتميز بالفردية و الثبات و الخصوصية فانه لا احد يشاركني فيها فقد أشبه الغير في الأنا السطحي ( الشكل ) و اختلف في الأنا الداخلي و هنا تصبح أحكامه عشوائية و مخطئة و نسبية أيضا قال جون جاك روسو : " لا احد يعرف انك شجاع أو جبان إلا أنت و الكل يحكم عليك أحكاما عشوائية "
/// - معرفة الذات بين المغايرة و التناقض :
1/ معرفة الذات على أساس المغايرة و التقابل :
تقوم كل معرفة على فعل الفكر المتجه نحو موضوع مهما كانت طبيعته و ذات تعرف هذا الموضوع.
فانا هو الذات التي تعرف و الغير هو الموضوع الذي يعرف .
• فالغير هو المعرفة المتجهة نحو الخارج ( الناس )
• الذات هي المعرفة المتجهة نحو نفسها ( الشعور )
أ ـ العقلانيون : و من أشهر فلاسفة هذا الاتجاه الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت ، و الفيلسوف الانجليزي بركلي فهم يرون إن أساس معرفة الذات هو العقل أو الفكر في عزل الموضوعات و الأشياء و الأشخاص و إن يتناولها بالفحص و النظر و التدقيق ، لينتهي بعد هذا الفعل (التحليل ) إلى تمييزها عن بعضها من خلال كيفيتها و يحقق لها بذلك هويتها المميزة لها و بواسطته ( العقل ) تستطيع إن تفصل الذات عن الغير و إن نجعله ( الغير) موضوع دراستنا إما بالمقارنة بيني و بينه أو بالوقوف على النقاط المشتركة بيننا و من هنا يحصل الإحساس بالتماثل بيننا و بين الغير .
2/ معرفة الذات تتأسس على التناقض :
و في سياق علاقة الشعور بالغير يعتبر هيجل وجود الآخر ضروريا لوجود الوعي بالذات ، و الأنا لا يكون أنا إلا بالعلاقة مع الغير الذي هو في الوقت نفسه مكون له و فاعل و هذا الاتصال تمثله العلاقة التي تربط الانا بالآخر و هي علاقة تناقض .
فالغير مناقض لي ( الأنا ) و هذا التناقض ضروري لمعرفة الأنا و الغير فنحن ندرك الأشياء من خلال أضدادها : مثلا نعرف النور من خلال الظلام .
و برهن هيجل عنه بجدلية العبد و السيد :
فالسيد غامر و حقق الانتصار و العبد تهاون فانهزم. و لكن السيد لم يقتله ليتركه عنوانا لسيادته، و هنا يتضح لنا التناقض بينهما إلا إن كل منهما ضروري للآخر. فالعبد يخدم سيده و هو بالتالي يؤثر على الطبيعة ، و بالمقابل أصبح السيد يؤثر على الطبيعة من خلال عبده ، فالعبد إذن واسطة بين السيد و الطبيعة ، فالسيد لا يؤثر مباشرة عليها و لكن حاجته هنا تصبح بيد عبده و الذي يملك حاجتي يملك حريتي فيصبح العبد سيد سيده و السيد يصبح عبد عبده .
النقد : إن الصراع ليس مفهوما أخلاقيا في العلاقات بين الناس و خاصة إذا تحول إلى عنف و لهذا فان التناقض و المغايرة لا تؤدي كما يذهب هيجل إلى إلغاء الغير و نفيه بل من المفروض إن يؤدي إلى التنافس و هو بدوره يبعث بنا إلى التقارب ففي الرياضة مثلا : خصمي ليس عدوي بل منافسي فقط .
//// - التواصل مع الغير يؤسس المعرفة بالذات :
أولا : الحذر من طمس الغير :
1/ من الضروري إن يتواصل الإنسان مع غيره دون اللجوء للصراع و العنف و إنما يحدث من خلال اللغة فكما يقول احد الفلاسفة : " الإنسان محبوس وراء لسانه " و يقول آخر :" تكلم يا هذا حتى أراك " و هنا يتضح لنا إن الإنسان يتواصل مع غيره عن طريق لغة مجتمعه و لهذا قال رسول الله (ص) : " من تعلم لغة قوم امن شرهم '' و حدث مرة من المرات إن الشافعي كان يقدم درسا في إحدى المساجد و كان من بين الطلاب طالب ذا هيئة و هيبة فخجل الشافعي إن يمد رجليه إلى إن حدث مرة و طرح هذا الطالب سؤالا تافها فقال الشافعي :" آن للشافعي إن يمد رجليه " ، و من هذه القصة يتضح لنا بأنه بإمكاننا معرفة الغير عن طريق اللغة : فبرغسون يرى إن سبيل معرفة الغير هو الحدس النفسي ، أما ماكس شيلر يرى إن الاتصال يحدث نتيجة التعاطف .
• جون بول سارتر : " الاتصال بالغير يتم بالتعلق بهم '' ، و التعلق حسب رأيه لا يعني الرغبة في امتلاك الغير لان هذا يعني إلغاء حريته و إنما يجب الاكتفاء فقط بمحبته لأنه في الحقيقة لا نمتلك سوى الأشياء .
2/ إن مشاركة الغير في مشاعرهم يتناقض مع الواقع لأننا نحن عاجزين على فهم أنفسنا فكيف نستطيع إن نفهم غيرنا. فمن المستحيل إن نفهم و نعرف الحالات الوجدانية لغيرنا إلا من خلال ذاتنا فعندما اسمع إن شخص ما يحب ، يكره ،يبغض فإذا لم أكن قد عشت تلك التجربة فلن استطيع معرفة مشاعره .
و هنا يجب إن نفرق بين معرفة الذات و الأشياء ، فالأشياء هي ماديات تتميز بالثبات و تخضع للتجربة كما انه بإمكاننا إن نقيسها .
أما الذات فهي لا تخضع لهذه المقاييس فهي تستحوذ على جانب روحي غير مرئي ( النفس) لا تقبل القياس كما أنها متغيرة فهي إذن كيفية و ليست كمية . فما دامت الذات تتميز بهذه الصفات فان اللغة كما يرى برغسون عاجزة لأنها وجدت لمعرفة الأشياء و خلقت من اجل التواصل كقوالب اجتماعية جاهزة و ثابتة.
كما إن اللغة تتميز بالانفصال عكس الفكر الذي يتميز بالاتصال و هنا يتضح إن اللغة عاجزة على وصف معطيات الشعور و الفرق الكبير بينهما . فجميل صليبا يقول : " ما ارخص الحب إذا تحول إلى كلمات " أي إن اللغة تسيء كثيرا للمعاني الوجدانية و الروحية حيث إن احد الفلاسفة يقول : " إن الألفاظ قبور المعاني " و آخر يقول : " أتعجب كيف يمكن لكلمات باردة إن تستوعب مشاعري الدافئة "
2 ـ التواصل عند سارتر : يتم التواصل باللغة و يمكن إن نقسمها إلى قسمين :
* الصلة بين الذات و الآخر : إن الغير ضروري لتكوين ذاتي و ضروري لمعرفتها و حتى أنني اعرفه بذاتي " إذا أردت إن تعرف غيرك اتجه إلى ذاتك "
فالغير عنده مرآة عاكسة لقيمتنا و تصرفاتنا فإذا كنا منسجمين مع غيرنا فإنهم يحبوننا.
• أنا أفكر: الوعي و المواجهة:
اخذ سارتر هذه الفكرة من روني ديكارت :" أنا أفكر فانا موجود " إذا كان ديكارت اثبت وجوده بتفكيره فان جون بول سارتر يثبت الذات و الغير بالوعي و المواجهة و هنا يقول :'' فوعيي لذاتي يثبتها في مواجهتها للآخرين '' لا فرق بين وعيي لذاتي و لغيري و لذلك فهو يسعى إلى امتلاك هذا الغير و بما انه حر فهو لا يملك جوهره و إنما يملك أشياء .
3 -التواصل عند غابريال مارسال : و هو يرى عكس جون بول سارتر فهو يجد إن معرفتي لغيري مرتبطة بمدى تفتحي على هذا الغير و العكس بالعكس صحيح ، فغابريال مارسال يرى إن نظرية انفراد الأنا بالوجود و لا وجود لغيره هي نتيجة للتمييز بين الفرد و الموضوع .
///// - بين الطرح المجرد و الممارسة العملية :
1/ الطرح المجرد : التفكير الخالص الذي لا علاقة له بالواقع : " لا احد يعرف إن كنت شجاعا أو جبانا إلا أنت و الجميع يحكم عليك أحكاما عشوائية " فالغير لا يمكن إن يعرفني معرفة جيدة فمعرفة الغير للذات أو الذات للغير هي معرفة نسبية و محدودة . و ذلك راجع لعجز الغير بمعرفة الأنا معرفة كلية و مفصلة و الأنا بمعرفة الغير معرفة صحيحة ، و لتجاوز هذه الصعوبة يجب إن نجد الحل و هو السعي لربط بعضنا البعض بقيم أخلاقية سامية و رفيعة مثال : المحبة ، الصداقة ، الإيثار ، التسامح ، التواصل ، التعايش ، نبذ العنف .
و هكذا يصبح كل واحد منا مرآة للآخرين يوجهه و يصوب رأيه ، و هنا تتضح ضرورة الغير للذات و الذات للغير و عليه إذا كان ديكارت قد قال : " أنا أفكر فانا موجود '' فان سارتر قال : " أنا أفكر فانا و غيري موجود " و بناءا عليه " انه منظور إلي فانا موجود " فالغير مقيم لسلوكي و تصرفاتي و أنا مقيم لغيري أيضا و هنا تكون العلاقة الرابطة بيننا علاقة تكامل و انسجام ، و ليست علاقة صراع و عنف .
2/ الممارسة العملية : الاتصال مع الآخرين دون إلغاء واحد منا لغيره : فلا يجب إن انغمس في غيري و أذوب فيه و انصهر فاطمس شخصيتي و أصبح بمثابة صورة طبق الأصل لغيري و هذا يترتب عنه عدم طمس الغير أيضا و رفض فكرة العيش في برج عالي و الغي بذلك غيري .
الخلاصة:
إن شعور الإنسان بذاته متوقف على معرفته للغير ، هذا الغير الذي يجب عدم اعتباره مجرد شيء فهو لا يقل قيمة أو أهمية عن ذاتي و لذلك يجب التواصل معه و مجاورته بتقديره و الاحترام المتبادل و لا نستطيع إن نصل إلى مبتغانا بمفردنا دون التعاون و التضامن فيما بيننا فنحن أقوياء و أحرار و سعداء بغيرنا و ضعفاء و مكبلون و تعساء بغيرنا أيضا .

الأستاذ: مسالتي عبد المجيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
في طي النسيان
مدير عام
مدير عام
في طي النسيان


عدد المساهمات : 229
مجموع النقاط : 11516
الدرجة : 6
تاريخ التسجيل : 16/07/2009

الشعور بالأنا و الشعور بالغير. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشعور بالأنا و الشعور بالغير.   الشعور بالأنا و الشعور بالغير. Emptyالخميس 16 ديسمبر 2010 - 21:36


اطلالة راائعة منك أستاذنا الفاضل
بارك الله فيك وجعله الله في موازين حسناتك
ولكم يحتاج لك طلبتنا
لا تبخل علينا
في انتظار جديدك دمت بكل ود
لك مني كل التقدير والاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشعور بالأنا و الشعور بالغير.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أولاد سطيف و كل الجزائريين :: قسم التعليم الثانوي :: السنة الثالثة ثانوي :: شعبة آداب ولغات-
انتقل الى: